كان عبد العزيز العماري ذكيا في رده على السؤال الأخلاقي لصحفي “ميدي آن” بخصوص معاش بنكيران إذ قال إن المسألة فيها طرفان وليس بنكيران وحده.
بمعنى أنك اذا كنت من الموالين للملكية السلطوية، فما عليك إلا أن تقول نعم سيدي أعزك الله، وارتشف وراءها كوب ماء بارد، والسلام على الدوام..
العماري لم يقحم الملك لأن الملك هو الفاعل والمانح والطرف الرئيسي في المسألة. بل العكس تماما، لأن الذي يقول إن البيجيدي يقحم الملك، أو يختبئ وراءه، هو الذي يريد أن يدير ظهره للملك، ويجلد بنكيران.
إذا كنت تؤمن بالديمقراطية وربط المسؤولية بالمحاسبة، من أعلى الهرم إلى أسفله، بمن فيهم الملك، ولا تحصرها فقط في أبناء المغاربة، لأن أبناء المغاربة ليس “دون البشر”، فيتعين عليك أن تسائل الملك في المقام الأول على هذا الفعل الذي ليس سوى الشجرة التي تخفي الغابة في سياسة الريع التي أنهكت الاقتصاد إلى أن وصلنا إلى الوضع الكارثي الذي نقبع فيه منذ سنوات، وبسببه يقبع المئات من خيرة أبنائنا في السجون بعد أن قالوا “كفى من الفساد والريع”، وفي ذات الآن سائل بنكيران.
الملك ليس غبيا. الملك يفهم من هذه الضجات التي تطلق النار على المستفيد من ريعه، في عطية مباشرة لا وساطة فيها، أن كل ما يهم المتصارعين في لعبته هي الكعكة، ولا شيء غير الكعكة، ومن أجلها يستعدون لإحراق الأرض ومن عليها، بمن فيها هو نفسه، عملا بما تمليه الضرورة في لعبة مأساة المشاع la tragédie des biens communs، وهي أدق نظرية تستطيع أن تفسر اللعبة السياسية تحت كنف المخزن.
الديمقراطية هي الحل..
Soyez le premier à commenter