ن مروري على قناة “فرانس 24” كان في إطار صفقة مع المخابرات الفرنسية و على أعلى مستوياتها، و لم يكن محض صدفة او في إطار استقلالية تلك القناة، و لو انني تظاهرت ايامها بأنها مستقلة و ذلك خدمة للشعب المغربي و قضاياه.
و كنت اعلم ان كل ما كان يدور بيني و بين المخابرات الفرنسية سوف يصل الى الجانب المغربي، علما انني شرطت عليهم في بادئ الأمر أن يظل التعاون و التنسيق بينهم و بيني في إطار مهمة أمنية داخلية لفرنسا، ان يبقى سريا على اي طرف ثالث أيا كان، سيما الطرف المغربي. و قلت لهم بالحرف “يجب فصل هذا بحاجز عن باقي ما تقومون به” او هكذا بالفرنسية:
“Il faut cloisonner ce travail par rapport à tout autre travail que
vous faisez”
لم افرض عليهم هذا خوفاً من المخابرات المغربية، بل فرضته لأنني لن اقبل ان يكون هناك طرف ثالث دون علمي أنا. فأنا لست بعميل، و لست بموظف معهم حتى اتلقى التعليمات دون مناقشتها. انا مجرد مواطن احتاجته فرنسا في مسألة تخص أمنها الداخلي و من واجبي آنذاك تلبية النداء. و علاوة على هذا فأنا تكويني هو تكوين ظابط و ليس عميل، لي قدرة على الدراسة و التفكير و الإستنتاج و اتخاذ القرارات، بل ولي قدرات حول إتخاذ المبادرات الصائبة و المساهمة في القرار، و لم و لا و لن اقبل ان يحاول أحد التلاعب بي.
و فعلا، أعطاني موظفون سامون من المخابرات الفرنسية وعدهم بأن المخابرات المغربية لن تعلم أبدا بتعاوننا هذا، و الذي تحول من مهمة لها علاقة بالأمن الداخلي الفرنسي الى علاقة لضمان نشاطي كحقوقي و معارض فوق التراب الفرنسي، و مراقبة مدى نشاط الأجهزة المغربية الغير قانوني فوق التراب الفرنسي. و هنا فإن “الغير قانوني” فهي تعني “خارج عِلم المخابرات الفرنسية” و لا تعني “خارج القانون الفرنسي”.
كنت احس أنهم لن يوفوا بوعدهم، و قررت مع ذلك الاستمرار حتى ارى كيف يشتغلون. و أحيانا مثلت عليهم كما يمثلون علي، و تظاهرات بالتجاوب معهم في اشياء لا اقبل التجاوب لها، كل هذا فقط لأعرف كيف يشتغلون، و كيف ينظرون للمغاربة.
هناك كلام كثير سوف اقوله في حلقات. لكن يمكن ان اخبركم انهم ينظرون للمغاربة مثل “برگاگة” و ليس كأصحاب مبادرة. و فعلا، 90٪ من برگاگة المخابرات الفرنسية هم للأسف مغاربة في كل النقاط الحساسة: المطارات، الابناك، حراس السفارات بفرنسا و بالخارج، مؤسسات الضمان الاجتماعي و امثالها، مؤسسات السكن الاقتصادي، الفنادق، رجال الاعمال، جل عملائهم هناك هم مغاربة او من أصول مغربية. للأسف.
فياما طلبت مني المخابرات الفرنسية ان أتجسس لصالحها، و طبعا، كنت ارفض. كانوا لا يجدون حرجا في طلب ذلك مني و كأن جميع المغاربة هم مستعدون للتبرگيگ طواعيا. بل طلبوا مني زرع جاسوس الكتروني لأحد الصحفيين في حاسوبه كان صديقا لي، و رفضت. قلت لهم انني ممكن ان أتجسس على عدوي او عدو وطني او عدو الإنسانية، لكن لا يمكنني التجسس و لو إلكترونيا على صديق. و هذا الصحفي لم يعد صديقا لي، و باع الماتش و ذهب يشتغل مع المخابرات المغربية بعد ذلك مباشرة !
هذه المرة سأكتفي بالقول لكم ان مروري على قناة “فرانس 24” كان نتيجة طلب تقدمت به أنا لهم. قلت لهم نريد ان تُعطى لنا الكلمة على قنوات مثل الجزيرة او فرانس 24. فما ان اتت الفرصة (فرصة زيارتي للجنرال المجرم المدعو عبد العزيز البناني و التي فاجئت المخابرات الفرنسية نفسها) حتى نادت علي قناة فرانس 24.
و للإشارة فإن زيارتي لذلك الجنرال الغير مأسوف عن مماته كانت كافية ليظهر زور تعاون مخابرات فرنسا معي.
و تحت طلب المغرب تم منعي من قناة فرانس 24 ايضاً بعد بضعة أشهر من تنديدي بالدكتاتورية المغربية على الهواء مباشرة لأن ذلك لا يخدم النظام الفرنسي و سياسييه.
فإن كل الذين يظهرون لكم إلى الآن على فرانس 24 هم يظهرون برضى من مخابرات الدكتاتور محمد السادس و لو انه يتظاهر بانزعاجه منهم. فالعملية مخدومة من الألف إلى الياء. و ربما انا الوحيد الذي “خرج ليهم من الجنب”
و الى اللقاء في سر آخر.
مصطفى أديب،
ضابط سابق في سلاح الجو المغربي،
معتقل تعسفي سابق في سجون الملك المفترس الدكتاتور الشمولي المجرم الفاسد المفسد الجبان الخائن العميل الفاشل الوقح مهرب المال العام للخارج المدعو محمد السادس بأمر منه شخصيا،
عضو في “الائتلاف من أجل التنديد بالدكتاتورية في المغرب”،
مناخ-واقعي،
حاصل على الجائزة الدولية للشفافية و النزاهة،
مهندس دولة في الاتصالات.
Soyez le premier à commenter