لو قالها إفريقي أو مغاربي لاتهم ب”معاداة الغرب”، وتبني خطاب “اليسار المتطرف”، ولكنها أتت من الغرب الرسمي نفسه: فرنسا أفقرت إفريقيا بنهب ثرواتها..
بعد أن انكشف الخلاف بين باريس وروما في حرب الاستنزاف في ليبيا، قرر البلدان التصعيد في صراعهما على جبهة أخرى، وهي جبهة الهجرة، بعد أن طال التوتر بينهما بسبب ترحيل فرنسا المهاجرين القادمين من إفريقيا الى حدود إيطاليا، ما أدى إلى اندلاع تراشق كلامي بين وزراء البلدين نتجت عنها أزمة دبلوماسية لا تخلو من حقائق مرة..
بدأ التصعيد عندما قال نائب الوزراء الايطالي “لويجي دي مايو”: “على الاتحاد الأوروبي أن يعاقب فرنسا وكل الدول التي تسهم، مثل فرنسا، في إفقار إفريقيا وتقوم بترحيل المهاجرين إلى ايطاليا، لأن مكان الأفارقة هو في إفريقيا وليس وراء البحر المتوسط”.
وأضاف قائلا: “إذا كان ثمة أناس يرحلون اليوم فلأن بعض الدول الأوروبية، في مقدمها فرنسا، لم تكف عن استعمار عشرات من الدول الإفريقية”.
وتابع أن “هناك عشرات من الدول الإفريقية التي تطبع فيها فرنسا عملة، فرنك المستعمرات، وهي تمول الدين العام الفرنسي بهذه العملة”.
وتساءل قائلا: “لو لم يكن لفرنسا المستعمرات الإفريقية؛ لأنه ينبغي تسميتها على هذا النحو، لكانت القوة الاقتصادية العالمية الخامسة عشرة، في حين أنها بين أولى تلك القوى بفضل ما تقوم به في إفريقيا”.
وأعلن “مبادرة برلمانية لحركة خمس نجوم في الأسابيع المقبلة تشمل خصوصاً الحكومة والمؤسسات الأوروبية بهدف معاقبة كل الدول التي تواصل استعمار إفريقيا”.
وهو ما رد عليه الجانب الفرنسي باستدعاء سفيرة روما في باريس، وأعلنت الصحف الفرنسية والإيطالية أزمة دبلوماسية..
كما دعت وزيرة الشؤون الأوروبية الفرنسية “ناتالي لوازو” الحكومة الإيطالية إلى الاهتمام بشؤون بلادها، مضيفة أن فرنسا تحاذر على الدوام “إعطاء الدروس”.
وواصلت كلامها من بروكسل قائلة: “أعتقد أن الأولوية للحكومة الإيطالية يجب أن تكون الاهتمام برفاهية الشعب الإيطالي، ولا أعتقد أن الاهتمام بالسترات الصفراء له علاقة برفاهية الشعب الإيطالي”.
هذا السجال يذكرني بتقرير استخباراتي كنت اطلعت عليه في ايميلات هيلاري كلينتون (وكتبت عنه تقريرا في لكم) مفاده أن الاستخبارات الخارجية الفرنسية والبريطانية هي التي أذكت التوتر بين الشرق والغرب الليبي بعد سقوط القذافي بعد أن اتضح لها أن عقد استغلا 35% من النفط الذي وعدها به مصطفى عبد الجليل بات في مهب الريح..
دابزو الشفارة بان المسروق!
Soyez le premier à commenter