كلمات مفتاحية: الصحراء الغربية، المغرب، عمر الحضرامي، خلي هنا ولد الرشيد، جبهة البوليساريو، الجزائر، أسرى الحرب المغاربة، اللجنة الدولية للصليب الأحمر (CICR)، حقوق الإنسان.
بعد أن كان نجمًا ساطعًا في مخزن السلطة المغربية، اختفى عمر الحضرامي، كبير الخونة الصحراوي،عن الأنظار. يرى بعض الصحراويين المقيمين في الجزء الخاضع لسيطرة المغرب من الصحراء الغربية أن المخزن لم يعد يثق في الرجل الذي كان ذات يوم مسؤولًا كبيرًا في جبهة البوليساريو. الحقيقة أن صورته احترقت لدى الرأي العام المغربي بسبب شهادات قدمها أسرى الحرب المغاربة السابقون حول ما فعله. التفاصيل في هذا المقال : الذي نشرته جريدة « بقشيش » الفرنسية
صحراويو صاحب الجلالة ملك المغرب
جعل الملك محمد السادس من نزاع الصحراء الغربية أولوية قصوى منذ بداية حكمه. ومع ذلك، من الصعب فهم كيف يجرؤ على الاعتماد على الصحراويين الوحيدين المسموح لهما بالحديث في إدارة المغرب لهذا الملف: السيدان ولد الرشيد والحضرامي
حتى في ملف حساس بهذا القدر والذي يحدد مستقبل المملكة مثل قضية الصحراء الغربية، لم يستطع النظام المغربي إخماد الانقسامات الداخلية التي تضعفه وتظهره كملك يتقدم خطوة ويتراجع خطوتين. الكراهية المتبادلة التي تغذيها العلاقة بين الصحراويين الموالين للملك، عمر الحضرامي وخليهنا ولد الرشيد، تعكس هذا الانقسام بشكل كاريكاتوري. الرجلان لا يكتفيان فقط بعداء طويل الأمد، بل يحمل كل منهما رؤية مختلفة جذريًا لإدارة الملف، خاصة على الصعيد الداخلي. والمثير للسخرية أنهما الوحيدان المسموح لهما بإبداء رأيهما في القضية!
ولد الرشيد: صفر سياسة
للرجلين مسارات مختلفة تفسر مواقفهما المتباينة؛ حيث يدعو ولد الرشيد إلى نهج سياسي، بينما يتبنى هدارمي رؤية أمنية بحتة ألحقت ضررًا كبيرًا بالمغرب. ووفقًا لقرار الملك محمد السادس، تم تعيين خلي هنا ولد الرشيد رئيسًا لـ »المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية » (كوركاس)، المكلف بجمع شمل جميع الصحراويين (بما فيهم المنشقون من جبهة البوليساريو) تحت الراية المغربية.
لكن تعيينه لم يحظَ بالإجماع داخل الأوساط المغربية، بل أثار سخرية البوليساريو. ورغم كونه رجل أعمال ماهر، فإن ولد الرشيد يُعد فاشلًا سياسيًا. في السبعينات، عندما كانت الصحراء لا تزال تحت السيطرة الإسبانية، وضعه فرانكو على رأس « حزب الوحدة الوطنية الصحراوي » (البونس ) في محاولة لمنح الإقليم وضعًا زائفًا من الحكم الذاتي. لكن في مايو 1975، عندما وصلت بعثة الأمم المتحدة إلى العيون، خرج الصحراويون، الذين كان يفترض أنهم يدعمون البونس ، يهتفون علنًا بولائهم للبوليساريو وقضية الاستقلال. سقط ولد الرشيد مذهولًا، ولم يجد بدًا من الهروب سريعًا نحو المغرب
عمر الحضرامي : الجلاد الذي لا يرحم
أما الصحراوي الآخر الموالي للملك فهو شخصية مثيرة للجدل، لا يمكن التعامل معه. مجرد ذكر اسم عمر الحضرامي يكفي لإثارة غضب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي زارت أسرى الحرب في مختلف أنحاء العالم. بعض أعضائها لا يترددون في القول علنًا إن مكانه الطبيعي هو أمام محكمة جنائية دولية
وفقًا للعديد من الشهادات المروعة، ارتكب الحضرامي فظائع بحق معارضي البوليساريو ثم ضد أسرى الحرب المغاربة عندما كان مسؤولًا عن الأجهزة العسكرية للبوليساريو، قبل أن ينشق إلى المغرب في أواخر الثمانينات
رغم التقليل من شأن نفوذه، فإنه يظل مؤثرًا في إدارة المغرب لملف الصحراء داخليًا. والسبب؟ الرجل صديق مقرب من فؤاد علي الهمة، أحد أقرب مستشاري الملك محمد السادس ووزير الداخلية السابق. عندما انشق الحضرامي إلى المغرب، لم يحظَ بدعم وزير الداخلية القوي آنذاك، إدريس البصري، الذي ظل يكرهه بشدة. لكن بالنظر إلى أهمية انشقاقه، كان لا بد من منحه منصبًا مرموقًا، فتم تعيينه واليًا على جهة قلعة السراغنة.
بذكائه الاستخباراتي، سرعان ما اكتشف الحضرامي أن الهمة كان زميل دراسة لولي العهد آنذاك، محمد السادس. تقرب منه واستضافه بحفاوة في منطقته. وعندما تولى الملك الحكم، أطاح بالبصري واستدعى أصدقاءه القدامى، من بينهم الهمة. الأخير لم ينس خدمات الحضرامي … وفي حركة رمزية تعكس « ثقافة المخزن »، عُين الحضرامي واليًا على مدينة سطات، معقل إدريس البصري
واليوم، إذا كان العالم لم يفهم بعد سياسة المخزن، فقد أصبح من الواضح لماذا لا تزال تقارير « منظمة العفو الدولية » و »هيومن رايتس ووتش » تلاحق المملكة بشأن تعاملها مع ملف الصحراء الغربية.
ملاحظة: الصراع في الصحراء الغربية مستمر منذ أكثر من 30 عامًا، يعكر العلاقات المتوترة أصلًا بين المغرب والجزائر. تدعم الجزائر سياسيًا وماليًا جبهة البوليساريو، التي تسعى لاستقلال الإقليم، بينما يعتبر المغرب المنطقة جزءًا من أراضيه ويعتبر هذا الصراع « قضية وطنية مقدسة »، مدعومًا بقوة من فرنسا في الأمم المتحدة
المصدر: باكشيش، 16 يونيو 2006
#المغرب #الصحراء_الغربية #عمر_هدارمي #ولد_الرشيد #CICR #الجزائر
Be the first to comment