تحت نظام الافتراس يوجد الان في المغرب ما يزيد عن ثلاثين مليون مواطن فقير مغربي لا يشملهم توزيع الثروات البلد التي استولى عليها امير الناهبين وعصابته الشريفة ، ومنهم ثمانية وعشرين مليون غير المدرجين في لائحة المستفيدين من قفة رمضان و توجد عائلات أخرى لم تشملها اللائحة إضافة للمتشردين وسكان المناطق الوعرة والمسالك.
وعن أعمال خيرٍ ومكرُمات من أمير الناهبين حريصٍ على تمكين الأسر الفقيرة من سدّ الرمق ودفع الحاجة في شهر كريم تتنزل معه الرّحمات وتتضاعف فيه الحسنات.
هذا تضليل باسم الدين لا يمكن أن ينطلي حتى على الأطفال مخيمات تندوف، لأنكم لا تدفعون سنتيماً واحداً من جيبكم، بل إن الشعب هو من يتحمل كلفة هذه العملية ويتحمل دفع الفاتورة الباهظة لإخراج هذه المسرحية السخيفة والساقطة بالنظر إلى ما تتطلبه تنقلاتكم وأمنكم وتنقلات وإقامة وفودكم وحشمكم وخدمكم وطباخيكم ومرافقيكم وتنقلات وإقامة أطقم تلفزتكم والولاة والعمال والكتاب العامون وممثلو المصالح الخارجية والأمنية ورؤساء المجالس الترابية الذين يجبرون على حُضور هذه العملية تاركين مصالح المواطنين خلفهم، ناهيكم عن الاستنفار الشامل الذي تعيشه المدينة.
أجزم أن ما تكلفه العملية لوجيستيكياً أكبر بكثير من قيمة محتوى القفف. فسياسة الاستعباد والإذلال التى يتبناه امير الناهبين من هذا “الدعم” على معايير العبودية لكسر الكرامة وإذلال عبيده.
يتم انتقاء المستفيدين بإشراف من رجال سلطة من شيوخٍ ومقدمين وتُعطى الأولوية لخزانات الانتخابية وجيوش البلطجيين والميلشيات الذباب اليكتروني الهلكي ومحترفي التسول الذين يُستعان بهم عند الحاجة.
إنها إذن رشوة وريع تُعلّمان الشعب التواكل وتربّيانه على العبودية والتطفّل أليس الأفضل أن توزع عليهم ثروة بلدهم و تُعلمهم كيف يصطادون سمكة عِوض أن تعطيهم “صدقة” اتية من جيوبهم؟ للأسف سياسة عصابة ابا نهب جعلت الشعب عبارة عن أفواه جائعة تبحث عن سد رمقها في الحين لو اقتدى بعدالة أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب لأحسن تسيير البلاد و وضع سياسة منتجة واسترجع لشعب الاموال والثروات المنهوبة بالداخل والمهربة بالخارج وهولدينغات المالية الملكية، لكان الشعب عبارة عن سواعد تبني و تزرع و تحصد و تشيد وتدافع عن وطنها.
ماذا تنتظر من بلد يجلب عمال صينيين لبناء أبسط البنيان حتى المهربون المغاربة كثير منهم يقايضون المنتجات الفلاحية المغربية الرديئة بالمحروقات من بلد الاحرار والمليون ونصف شهيد.
اتذكر جيدا عندما بدأ امير الناهبين قفة لقطة الإذلال التي أعلن عنها في خطابه بتاريخ 8 ماي 2005 ، وكان في مدينة وجدة ، وفي نفس الوقت كان بوتفليقة يوزع مفاتيح الشقق ، وقال لإحدى المستفيدات ، هذا رَآه مفاتح الدار ماشي زلافة حريرة لكن الله ينتقم لعبده.
إذ كيف تريد منا أن نشجع جلادنا ونمد يد العون لمن يخنقنا ويستغلنا أبشع استغلال منذ فجر الاستقلال. مع التفنن في سن قوانين بالمقاس تصب في مصلحة تنمية ثرواته ولأن المهمة قذرة! فقد كان لا بد أن يتصدى لها أشخاص لهم مواصفات القذارة والجشع والتكالب على جمع المال وتكديسه باسم السلطة والمنصب في نفس الوقت،
وبينما تتضخم ثرواتهم، تتراجع تصنيفات المغرب في أخر جميع المؤشرات الدولية.
فعلا ” عبيد ” لأننا سكتنا عن الفاشل والفاسد من يسير أمور بلدنا وينهب جيوبنا و لأننا لم نستيقظ من غفلتنا.نعم “عبيد حقل” لأننا رضينا بالذل والهوان وبغلاء المعيشة ولازال أغلبنا صابرون يقتاتون على كسرة خبز وكوب شاي إن وجدوها نعم ” عبيد مداويخ” ولا زلنا كذلك ما دمنا نستمع لطغاة صنعناهم ولخطاباتهم النتنة المزعجة لأذاننا.
نعم ” عبيد مداويخ ومدوخين ” فعلا ولا ذرة لنا من التعقل ما دمنا نشجعهم على سحقنا تحت نعالهم. حقا وصدقا نحن ” عبيد بنو عبيد” لأننا نعيش في بلد غني بالثروات ولا نطالب حتى بالفتات.
نعم يا وزراء ويا نواب ويا سياسيين ويا جمعويين الغفلة نحن “عبيد بنو مداويخ ” وبعلامة مسجلة ولكن ليكن في علمك أن لكل “مدوَّخٍ مدوِّخٌ”، وأن لكل ” دوخة ” سبب ، وسبب “دوختنا” وغثياننا بدون أدنى شك هم أنتم العصابة منذ70 سنة .
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : «لا يحتكر إلّا خاطئ» و وصف المحتكر بالخاطئ ليس بالأمر الهيّن فقد قال سبحانه ( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين (القصص8). انتم لستم “دولة بل عصابة”.
سيكشف التاريخ الحقيقي ونضال الأحرار المغاربة عن كل سياسة الأساطير تلك، التي سلكتموها ، من أجل المزيد من التحكم في المغرب والمغاربة، وهي نفس السياسة والخُدع والأساطير الخرافية التي لازال يتبع بها حتى الآن، الذي لن تختلف نهايتها عن نهاية كل الديكتاتورية مستبدة التي يدافع عنها الأقنان والعبيد من الأشرار، وهم يروجون عبر مختلف الوسائل عن شرعيتها، ومشروعيتها.
بعد نهاية جاركم ابا نهب الجزائر فنهايتكم قريبة ترونها بعيدة ونحن نراها قريبة، ان الله يمهل ولا يهمل.
Soyez le premier à commenter